تلعب الطائرات العسكرية بدون طيار، المعروفة أيضًا باسم المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs)، دورًا حيويًا في الحروب الحديثة وعمليات الاستخبارات. تعتمد فعاليتها بشكل كبير على أنظمة اتصال آمنة وموثوقة وفورية. يستكشف هذا المقال كيفية تواصل الطائرات العسكرية بدون طيار، وأنواع الإشارات المستخدمة، والترددات المستخدمة - بقدر ما يمكن الكشف عنه علنًا.
1. أنظمة الاتصالات في الطائرات العسكرية بدون طيار
تعتمد الطائرات العسكرية بدون طيار على أنظمة اتصالات متعددة للحفاظ على التحكم ونقل البيانات. تشمل هذه الأنظمة:
اتصال خط البصر
Line-of-Sight (LOS) Communication
يُستخدم هذا عندما تكون الطائرة بدون طيار ومحطة التحكم الأرضية (GCS) ضمن نطاق الرؤية المباشرة (عادةً ما يصل إلى 150-200 كم). تتواصل الطائرة بدون طيار عبر ترددات الراديو (RF) باستخدام هوائيات اتجاهية أو متعددة الاتجاهات.
• الاستخدامات: التوجيه الفوري، والقياس عن بُعد، وبيانات الاستشعار.
• التقنيات: أجهزة راديو UHF/VHF، ووصلات الموجات الدقيقة.
اتصالات ما وراء خط البصر
Beyond-Line-of-Sight (BLOS) Communication
عند العمل على مسافات بعيدة أو فوق الأفق، تتحول الطائرات بدون طيار إلى أساليب BLOS.
• الاتصالات عبر الأقمار الصناعية (SATCOM): تستخدم معظم الطائرات العسكرية الكبيرة بدون طيار (مثل MQ-9 Reaper) الأقمار الصناعية للحفاظ على الاتصال على مدى آلاف الكيلومترات.
• طائرات أو طائرات الترحيل: في بعض الأحيان، تعمل الطائرات أو الطائرات المتوسطة كمرحلات إشارة.
2. الترددات المستخدمة من قبل الطائرات العسكرية بدون طيار
اتصالات الطائرات العسكرية بدون طيار محمية ومصنفة في كثير من الأحيان، ولكن بعض الترددات المعروفة والمستخدمة بشكل شائع تشمل:
· النطاق C (4-8 جيجاهرتز)
• يُستخدم غالبًا لاتصالات خط البصر (LOS).
• يوفر نطاقًا تردديًا عاليًا للفيديو والقياس عن بُعد.
• عرضة للتداخل مع عوامل الطقس، ولكن الهوائيات المدمجة تجعله عمليًا.
· النطاق Ku (12-18 جيجاهرتز)
• يُستخدم بشكل شائع للاتصال عبر الأقمار الصناعية (BLOS).
• يُمكّن من نقل البيانات بسرعة عالية (مثل بث الفيديو المباشر عالي الدقة).
• يدعمه على نطاق واسع الأقمار الصناعية العسكرية مثل WGS (اتصالات الأقمار الصناعية العالمية واسعة النطاق).
· النطاق L (1-2 جيجاهرتز)
• يُستخدم للقيادة والتحكم (C2) ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
• أكثر متانة في مواجهة التداخل البيئي.
• عرض نطاق ترددي أقل من نطاقي KuوC.
· النطاق S (2-4 جيجاهرتز)
• يُستخدم أحيانًا للقياس عن بُعد والتتبع.
• أكثر مقاومة للتداخل ومناسب للمنصات المحمولة.
ملاحظة:
تُصنف الترددات الدقيقة ومعايير التشفير والبروتوكولات المستخدمة لمنع الخصوم من التشويش على اتصالات الطائرات بدون طيار أو اعتراضها أو انتحال هويتها.
3. التشفير وإجراءات مكافحة التشويش
يُعد الأمن أمرًا بالغ الأهمية. تشمل اتصالات الطائرات العسكرية بدون طيار ما يلي:
• التشفير:
تُشفَّر جميع البيانات - إشارات التحكم، والقياس عن بُعد، وبث الفيديو - باستخدام معايير عسكرية (مثل AES-256 أو أنظمة خاصة).
• طيف انتشار القفز الترددي (FHSS):
تتغير ترددات الإشارات مئات المرات في الثانية لمنع التشويش أو الاعتراض.
• احتمالية منخفضة للاعتراض/الكشف
(LPI/LPD):
تُقلل تقنيات مثل طيف الانتشار وتشكيل الشعاع من فرص اكتشاف الإشارة.
4. أنظمة أمان ذاتية التشغيل
في حال فقدان طائرة بدون طيار اتصالها بنظام التحكم الأرضي (GCS):
• قد تنتقل إلى وضع التشغيل الذاتي باستخدام نقاط مسار GPS مبرمجة مسبقًا.
• يمكنها العودة إلى القاعدة (RTB) أو التحليق حول منطقة محددة حتى استعادة الاتصال.
• تستخدم الطائرات بدون طيار المتطورة الذكاء الاصطناعي على متنها لمواصلة مهام الاستطلاع أو القتال بشكل مستقل.
5. الاتجاهات المستقبلية
• الاتصالات بالليزر (بصريات الفضاء الحر): تَعِدُ بمعدلات بيانات أعلى ومقاومة للتشويش.
• التشفير الكمي: قد يُستخدم في نهاية المطاف لروابط اتصال غير قابلة للاختراق.
• الشبكات المُحسّنة بالذكاء الاصطناعي: توجيه تكيفي وإدارة ترددات آنية.
أنظمة اتصالات الطائرات المسيرة العسكرية مُعقّدة، تجمع بين تقنيات الترددات الراديوية والأقمار الصناعية، وأحيانًا التقنيات البصرية. تُستخدم ترددات مثل النطاق C والنطاق Ku والنطاق L بشكل شائع، لكن الاستخدام يعتمد على نوع المهمة ومداها والمنصة. نظرًا للمخاوف الأمنية، تبقى معظم التفاصيل سرية، ولكن من الواضح أن هذه الأنظمة مصممة لتوفير التكرار والأمان والمرونة في البيئات عالية المخاطر.
0 Comments